تشير النتائج الأولية لرئاسيات 21 يونيو إلى فوز كاسح لمرشح الأمل و التغيير البناء محمد ولد عبد العزيز بنسبة 70 في المائة على منافسيه ، لكن هذا الفوز المستحق للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز يواجه تحديات جسيمة في ظل تجاذبات سياسية متعمقة مع مكون أساسي من مكونات الشعب الموريتاني ، و أقصد من قاطع من الأحزاب السياسية الموريتانية و التي لها وزن و حضور و قاعدة شعبية حتى نكون منصفين ، لذا من الضروري للسيد الرئيس خلال المأمورية الجديدة أن يبدأ بعد تنصيبه مباشرة بفتح حوار تصالحي يتسم بالجدية و يشمل كل الموريتانيين حتى تصفو النفوس و تكون مصلحة موريتانيا هي العليا ، لأن الواقع الإقليمي و الدولي الذي نعيشه اليوم لا يسمح بالتشرذم و الإختلاف بين أبناء الوطن الواحد المهدد بالتقسيم و الحروب الأهلية لا سامح الله و نرجو من الله أن يجنبنا ذلك، في حالة ما تمادى أهله و ركب كل منهم رأسه و ضرب بعرض الحائط التوافق الوطني لمصلحة موريتانيا ، هذا من ناحية و من ناحية آخرى هناك بطالة في صفوف الشباب العاطلين عن العمل يجب على السيد الرئيس في مأموريته الجديدة أن يوليها الإهتمام البالغ دون اللجوء إلى مسكنات أو مهدءات ، بل القضاء على جذورها إن أمكن ، فقد تقلصت بطالة الشباب العاطلين عن العمل في المأمورية الأولى من 31 في المائة إلى 10 في المائة ، إذن متفائلين خيرا بأنه سيتجاوز هذه النسبة الأخيرة بإذن الله ، أما الإرث الإنساني فقد بذلت الدولة الموريتانية فيه الكثيرمن الإمكانيات، خلال مأمورية السيد الرئيس الأولى ، و أتحدث هنا عن إستحداث وكالة القضاء على مخلفات الإسترقاق و الفقر و الجهل في صفوف شريحة الحراطين ، رغم ما يحاك ضد هذه الشريحة البيظانية المهمة من دسائس و مؤامرات من طرف أبنائها و للأسف الشديد ، بإسم القانون تارة و بإسم حقوق الإنسان تارة أخرى ، فهذه المعضلة لا يمكن القضاء على مخلفاتها إلا بتكاتف الجهود من قبل الموريتانيين موالاة و معارضة و تيكنوقراط و مجتمع مدني ، لأنها في الحقيقة تهدد النسيج المجتمعي الموريتاني الأصيل الذي بقي منسجما طوال القرون الماضية بفضل الله ثم بتوادد و تعاطف أهله حفاظا على السلم الإجتماعي الأهلي ، بقيت مسالة في غاية الأهمية وهي موجة الإلحاد و الكفر بالله سبحانه و تعالى و التطاول على الذات الإلهية و سب أفضل الخلق سيدنا و حبيبا و قدوتنا محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، هذه المشكلة لا تحل بالتهديد أو بالأحرى التنديد الجماهيري و الرسمي الركنفالي المؤقت بتوقيت الجرم اللأخلاقي في حق مقدساتنا الكبرى ،و من ثم بحبس أهلها دون الإطلاع على حيثيات القضية من منظور الدولة و مؤسسة القضاء ، بل بتأطير أئمة و خطباء و دعاة و مشايخ الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالخطاب الديني الوسطي المتزن الذي لا غلو فيه و لا تقصير، فمعاملات الناس فيما بينهم وعلاقات بعضهم ببعض لا تخضع لأذواقهم ولا لموازين بشرية قاصرة ولا يمكن أن تطوع وفقا للمصالح والأهواء والشهوات و حرية التعبير و الرأي ، وإنما موازينها ومعاييرها ومبادؤها مستمدة من المنهج القرآني ، ثم في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته القولية وفي سنته الفعلية لأن إعتداله و وسطيته صلى الله عليه وسلم خير ما يمثل المبادئ الخلقية والقيم النبيلة التي دعا اليها عليه أفضل الصلاة و السلام و جاء الإسلام من أجلها ، و من هذا المنطلق المحمدي المعتدل يمكن ان نعالج هذه الموجة الإلحادية كما قلت بالتي هي أحسن ، فمن مساؤى هذه الحرية التي تنعم بها بلادنا قرابة الخمس سنوات الماضية هي الإنصات الى رأي الأحمق في السياسية و حتى في الدين من منظور حرية الرأي و التعبير ، أنا لست من دعاة تضييق الحرية على المواطنين ، و إنما إلتزام المواطن بحدود الله و بعدها ليقل ما يريد ، المهم في آخر هذا المقال هناك مطالب مشروعة تحدثت عنها سابقا و سأذكرها الآن إختصارا وهي بالفعل تشكل طموح و آمال الموريتانيين في ولاية الرئيس محمد ولد عبد العزيز الجديدة و هذه المطالب هي أن يستكمل ما بدأه في المأمورية الماضية من تشييد ما تبقى من بنى تحتية لمؤسسات الدولة الموريتانية ، و إنفتاح بدون شروط مسبقة على بقية الموريتانيين الذين عارضوه ، لأنه في الأخير رئيس كل الموريتانيين ، كذلك يقضي نهائيا على شبح البطالة الذي يؤرق الشباب الموريتاني ، و يؤمن حدودنا مع الدول الشقيقة و خاصة مالي ، كل هذه آمال و تطلعات الموريتانيين في مأمورية السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الجديدة التي أنتخبه الشعب على تحقيقيها، و التي تواجه تحديات كبيرة أفضت حسب ما أقدر عليه في سردها أو بالإتيان بأهمها و ماهو مطروح في الساحة الوطنية من عناوين كبيرة ستكون هي مرتكزات المأمورية الجديدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في قابل الأيام بإذن الله سبحانه و تعالى .
القنيطرة بتاريخ 22/06/2014
المملكة المغربية .